مركز الابتكار: كيف تساهم الإمارات في تشكيل مستقبل التكنولوجيا العالمية؟

شهدت الإمارات خلال السنوات الأخيرة نهضة تكنولوجية غير مسبوقة، متجسدة في استراتيجياتها الطموحة لاستشراف المستقبل وتعزيز مكانتها كوجهة رائدة للابتكار الرقمي. فعبر معرض "جيتكس جلوبال 2024" وغيره من الفعاليات التقنية العالمية، استعرضت الدولة إنجازاتها في مجالات التكنولوجيا، مما يعزز توجهها نحو مستقبل يرتكز على الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي.

معرض "جيتكس جلوبال 2024" يمثل لحظة فارقة في مسيرة التطور التكنولوجي للإمارات. هذا الحدث الذي شهد مشاركة قياسية من شركات التقنية الكبرى وحضور لافت من أبرز الخبراء، أظهر مدى اندماج الإمارات في الثورة الصناعية الرابعة. وركز المعرض على أهمية التعاون العالمي لتشكيل اقتصاد قائم على الذكاء الاصطناعي، وهو توجه يتوافق تماماً مع رؤية الإمارات لتعزيز الابتكار في مختلف القطاعات الاقتصادية.

أبرز ما تم تسليط الضوء عليه في "جيتكس جلوبال" هو توقيع عدة اتفاقيات استراتيجية، أبرزها تلك التي أبرمتها شركة "إي آند" (e&) مع "أمازون ويب سيرفيسز" بقيمة مليار دولار، والتي تهدف إلى تعزيز البنية السحابية في الإمارات وتقديم حلول تقنية متطورة تلبي احتياجات القطاعات الحيوية مثل الصحة والتمويل. هذا التوجه ينسجم مع استراتيجية الدولة لتطوير بنيتها التحتية الرقمية وتعزيز التحول الرقمي على نطاق واسع.

وبالإضافة إلى ذلك، شراكات أخرى مثل التعاون بين "كور42" و"AMD" لتعزيز الذكاء الاصطناعي في الإمارات، تظهر بوضوح مدى التزام الدولة بدعم تقنيات المستقبل. هذه الاتفاقيات ليست مجرد إنجازات قصيرة الأمد، بل هي جزء من رؤية طويلة الأمد تستهدف جعل الإمارات مركزاً عالمياً للتكنولوجيا المتقدمة.

في هذا السياق، التحول الرقمي والأمن السيبراني يُعدان من الركائز الأساسية لهذه الرؤية. الاستثمارات الضخمة في البنية التحتية السحابية والحلول الأمنية المتقدمة تعزز مكانة الإمارات كدولة رائدة في حماية البيانات وتقديم خدمات رقمية مبتكرة على مستوى عالمي. ومع تسارع التطور التكنولوجي، أصبحت حماية المعلومات والبنى التحتية الرقمية ضرورة ملحة، وهو ما تعكسه الشراكات التي أبرمتها الإمارات مع شركات الأمن السيبراني الرائدة.

ولا يقتصر طموح الإمارات على تعزيز الابتكار الرقمي فقط، بل يشمل أيضاً تعزيز الاستدامة في التكنولوجيا والطاقة. فمع تزايد الاعتماد على تقنيات الطاقة المتجددة، تسعى الدولة إلى تحقيق توازن بين النمو الاقتصادي وحماية البيئة، عبر تبني حلول تكنولوجية تقلل من الانبعاثات وتعزز كفاءة استخدام الطاقة.

ختاماً، يبرز مستقبل التكنولوجيا في الإمارات كقصة نجاح تلهم العالم، حيث يتضافر الابتكار التقني مع التعاون الدولي لصياغة مستقبل رقمي مستدام. الفعاليات العالمية مثل "جيتكس جلوبال" تمثل منصة لعرض تلك النجاحات وتبادل الخبرات، لتظل الإمارات في طليعة الدول التي تسهم في تشكيل ملامح الاقتصاد الرقمي العالمي.

د.نهى بلعيد

مؤسسة "MY Science". أدت ظهور جائحة كوفيد-19 إلى تعزيز شغفها العميق بنشر المعلومات العلمية وتعزيز الصحة العامة. منذ ذلك الحين، كرست نفسها لإنشاء وتنسيق محتوى علمي دقيق، والدعوة إلى صحة جيدة، والتصدي لقضية تغير المناخ الملحة. دفعها التزامها بهذه القضايا إلى تأسيس منتدى "الصحفيين العلميين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا". بالإضافة إلى ذلك، تم انتخابها سنة 2023 مجلس إدارة الاتحاد العالمي للصحفيين العلميين في كندا.

منذ عام 2013، تعاونت مع العديد من المنظمات الدولية والهيئات الحكومية عبر عدة دول كمستشارة ومدربة متمرسة في مجال الإعلام والاتصال. رحلتها الأكاديمية مدعومة بدرجة دكتوراه في علوم الإعلام والاتصال (2018) وماجستير في القانون العام (2021). دفعتها روحها الريادية أيضًا إلى إطلاق منصة إعلامية في تونس في عام 2021، مما شكّل علامة بارزة في مسيرتها المهنية. تبحث دائمًا عن فرص للتأثير في مجال الإعلام والاتصال على مستوى العالم.

Innovative and unprecedented media outlet in the MENA region