ثمة ضرورة لاتخاذ خطوات عاجلة للحد من الارتفاع الحاد في حالات قصور القلب وعكس مساره في مختلف بلدان الشرق الأوسط وأفريقيا. هذا هو التحذير الذي أطلقه عدد من الخبراء الإقليميين الذين بيّنوا الفجوات الأساسية في الوعي بقصور القلب وتشخيصه والوقاية منه في المنطقة، واتفقوا على جملة توصيات كي يتبناها واضعوا السياسات. ويذكر أن مجلة جمعية القلب السعودية نشرت هذه التوصيات.
تسلط الدراسة الضوء على ارتفاع معدلات الإصابة والوفاة الناجمة عن قصور القلب وتأثيره الكبير على جودة حياة المرضى، فضلاً عن أعبائه الاقتصادية الهائلة، حيث تقدر كلفته الإجمالية بنحو 1.92 مليار دولار. كما تشير إلى أن العمر الوسطي لإصابة الشخص العادي بقصور القلب في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا أقل بكثير من باقي مناطق العالم: أفريقيا (53 عاماً) والشرق الأوسط (56.4 عاماً) وشمال أفريقيا (58.79 عاماً) وآسيا (60 عاماً) وأوروبا (70 عاماً)1-3.
وذكر الخبراء عوامل خطر تمثل المساهم الرئيسي في انتشار قصور القلب في المنطقة كالسكري والسمنة والتدخين والتحولات الاجتماعية الاقتصادية التي تتجلى بنمط حياة يغلب عليه الجلوس الطويل وقلة النشاط البدني والاستهلاك الكبير للأطعمة الدهنية. وأجمعوا أيضاً على أن الانتشار الواسع لأمراض معدية كمرض السل يحوّل التركيز والموارد عن الأمراض غير السارية كقصور القلب.
واحتفاء باليوم العالمي للقلب 2022، شدّد مؤلفو الدراسة الرئيسيون اليوم على توصياتهم، وأكدوا على استمرار وجود فجوات واسعة واحتياجات غير ملباة في التوعية بقصور القلب والوقاية منه وتشخيصه في جميع بلدان الشرق الأوسط وأفريقيا.
قال الدكتور أحمد بنيس، أستاذ أمراض القلب في قسم أمراض القلب في الدار البيضاء في المغرب: "يمثل قصور القلب تهديداً صحياً خطيراً ومتنامياً في الشرق الأوسط وأفريقيا، غير أنه ليس حتمياً. وعلى واضعي السياسات في مختلف بلدان المنطقة التحرك فوراً ومنح الأولوية لقصور القلب والأمراض المقترنة به من خلال توفير تدريب أفضل للعاملين الصحيين وجمع بيانات عالية الجودة في السجلات الوطنية وتحسين الحصول على العلاجات الجديدة".
بدوره، قال الدكتور فيراج راجادياكشا، المدير الطبي لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في أسترازينيكا: "للمرة الأولى ينشر خبراء من الشرق الأوسط وأفريقيا جملة تدابير خاصة بالمنطقة لمواجهة قصور القلب وإنقاذ الأرواح وسبل العيش. وأسترازينيكا ملتزمة بالمساهمة بدورها ودعم السلطات الصحية في تحويل هذه التوصيات إلى خطوات عملية ملموسة".
تشير الدراسة إلى عوائق رئيسية أمام الوقاية من قصور القلب في المنطقة كضعف الوعي المجتمعي والانتشار الواسع للأمراض المزمنة، كارتفاع ضغط الدم والسكري التي تتفاقم بفعل قلة توفر الرعاية الصحية وضعف القدرة على تحمل تكاليفها. وتحث الدراسة واضعي السياسات على اتخاذ الخطوات التالية لعكس المسارات الحالية:
- إعطاء الأولوية لقصور القلب والأمراض المزمنة إلى جانب الأمراض المعدية الأخرى.
- وضع وتنفيذ مبادئ توجيهية سريرية خاصة بالمنطقة بشأن قصور القلب.
- إنشاء سجلات للبيانات المحلية عن قصور القلب.
- تدريب العاملين الصحيين على الكشف المبكر للمرضى المعرضين لمخاطر مرتفعة.
- تحسين الحصول على أدوات تشخيص متطورة وتدريب العاملين في الرعاية الصحية الأولية على استخدام التكنولوجيا المتوفرة.
- ضمان توفير العلاجات الجديدة وتغطيتها بالتأمين الصحي.