توقع تقرير جديد لمنظمة "غرينبيس" غير الحكومية، تم إطلاقه يوم 2 نوفمبر 2022 ، أن تونـس ستشهد المزيـد مـن الاحترار وأن أي إرباك مستقبلي في أنماط تساقط الأمطار سيتسبب في المزيد من الضغوط علـى الانتاج المحلـي وبالتالي الاعتماد أكثر علـى الـواردات الغذائيـة "بما أن البلاد تعتمد بشكل كبير على الزراعـة المرويـة بميـاه الأمطـار".
وكشف هذا التقرير الذي صدر بعنوان "على شفير الهاوية: تداعيات تغيُّر المناخ على ستة بلدان في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا" ، أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ستشهد احترارا يقارب ضعف معدل الاحترار العالمي وأن البلدان الستة موضوع البحث وهي تونس والمغـرب والجزائـرومصـرولبنـان والامارات العربيـة المتحـدة، تعد عرضة للآثار والتداعيات الخطيرة الناجمة عن تغير المناخ، بما في ذلك الشح الحاد في المياه.
وأكد أن المنظومات الحيوية والمجتمعات وسبل عيشها في الجزائر ومصر ولبنان والمغرب وتونس والإمارات العربيّة المتحدة، تعاني جميعها من الآثار السلبية لتغير المناخ المتسارع، موصيا بضرورة العمل العاجل لمواجهة الاحترار وشح المياه والخطر على الأمن الغذائي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وعلى الرغم من أنّ معظم البلدان في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لم تساهم تاريخيًا إلا بالقليل في الانبعاثات المؤدية لتغير المناخ، فإن التقرير يوصي باختيار مسارات تنمية متناغمة مع السياق والثقافة المحليين والتي يمكن أن تقود إلى الإستقلال الطاقي.
وذكر التقرير في هذا السياق، أن دول المنطقة ليست ملتزمة بذات المسار الذي اختارته دول الشمال العالمي خلال الخمسين عامًا الماضية والتي ساهمت بشكل كبير في الأزمة المناخية الحالية . ويأتي إصدار هذا التقرير قبل أربعة أيام من انطلاق أشغال مؤتمر الأمم المتحدة السابع والعشرين للمناخ "كوب 27" الذي تحتضنه مدينة شرم الشيخ المصرية من 06 إلى 18 نوفمبر 2022.
ومن المنتظرأن تشارك في هذا المؤتمر إلى جانب الوفود الرسمية، المئات من المنظمات الوطنية والدولية غير الحكومية للمطالبة بالعدالة المناخية ومنها منظمة "غرينبيس" التي تنوي نشر مجموعة من الأفلام الوثائقية القصيرة على صفحاتها في مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام القادمة لسرد واقع العديد من الظواهرالطبيعيّة وواقع المجتمعات التي تجد نفسها في الخط الأمامي لآثار تغير المناخ.