انطلق كبر مؤتمر حول المناخ منذ بضعة أيام حيث كان لنا شرف لقاء الدكتورة سارة سليمان، رئيسة فريق منظمة السمنة العالمية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وأجرينا معها هذا الحوار. إليكم التفاصيل!
- بعض الناس يتعجبون من العلاقة بين السمنة والتغيرات المناخية؛ كيف يمكنكم شرح ذلك؟
العلاقة بين السمنة والتغيرات المناخية معقدة جدًا. التغيرات المناخية لها تأثير مباشر وسلبي على البيئة الطبيعية للعديد من النباتات والحيوانات، مما يؤثر على قدرة الناس على الحصول على غذاء صحي في مختلف المجتمعات. هذا يؤدي إلى اعتماد الكثير من الناس على الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية. بالإضافة إلى ذلك، تؤدي السمنة إلى زيادة استهلاك الطعام لدى الأشخاص المتأثرين، مما يؤدي إلى زيادة في السمنة، وبالتالي تصبح السمنة متلازمة. السمنة مرض يعرض الأفراد لخطر أكبر للإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين والسكتات الدماغية. لذلك، تمثل السمنة عبئًا ماليًا على الأشخاص الذين يعانون منها وعلى قطاع الرعاية الصحية.
- لماذا من المهم الاستثمار في مكافحة السمنة من منظور مناخي؟
علاج السمنة يتطلب موارد مالية، وهو ما يستلزم استثمارات كبيرة في مجالات الوقاية من السمنة وعلاج آثارها. لذلك، من الأفضل أن تعمل الدول وأنظمة الرعاية الصحية على معالجة الأسباب الجذرية للسمنة. الأشخاص الذين يعانون من السمنة يستهلكون المزيد من المنتجات الغذائية، مما يمثل عبئًا إضافيًا على البيئة. بالإضافة إلى ذلك، يعتمد الأشخاص الذين يعانون من السمنة بشكل أكبر على وسائل النقل التي تستهلك الطاقة حتى لمسافات قصيرة. ولا ننسى العلاقة المباشرة بين زيادة الوزن واستهلاك الوقود في جميع وسائل النقل مثل الطائرات والقطارات والسيارات.
- لقد خصصت دولة الإمارات العربية المتحدة يومًا للصحة في برنامجها؛ كيف ترين هذه الفرصة كفرصة مثالية لطرح قضية السمنة في سياق التغيرات المناخية؟
تهانينا لدولة الإمارات العربية المتحدة على النجاح الكبير الذي حققته في COP28، الحدث الأكثر حضورًا على الإطلاق. إطلاق أول يوم للصحة خلال هذه القمة يُظهر جدية الدول في المنطقة في التعامل مع التحديات المتصلة بالصحة والتغير المناخي. نعلم أن السمنة هي جانب من جوانب الصحة التي تضع ضغطًا كبيرًا على الرعاية الصحية وعلى الأشخاص الذين يعانون منها. لذلك، يجب أخذها في الاعتبار عندما نتحدث عن تغير المناخ والصحة. كما أوضحنا سابقًا، السمنة تؤثر سلبًا على البيئة، مما يؤثر بدوره على وفرة الأطعمة الصحية، مما يجبر الأشخاص الذين يعانون من السمنة على الاعتماد على الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية.
- تمامًا كما تؤثر السمنة على التغيرات المناخية، فهي أيضًا تتأثر بها؛ كيف يمكنكم شرح ذلك؟
التغيرات المناخية تؤثر على البيئة الطبيعية للعديد من النباتات والحيوانات، مما يؤثر على عملية الحصول على الأطعمة الصحية ويجعل الناس أكثر عرضة لشراء الأطعمة والمنتجات غير الصحية والغنية بالسعرات الحرارية.
- ما هي رسالتك للقادة العالميين خلال COP28؟
في الماضي، كانت السمنة تُعتبر خيارًا لنمط الحياة. اليوم، نعلم أن السمنة ليست خيارًا لنمط حياة محدد، بل مرض ناتج عن عوامل وراثية. كما نلاحظ زيادة في معدلات السمنة في المناطق النامية، حيث تتوفر الأطعمة غير الصحية بأسعار ميسورة مقارنة بالأطعمة الصحية. لذلك، اليوم، نحث القادة العالميين على بذل جهود جدية لمعالجة أسباب السمنة قبل أن تصبح عبئًا على الأفراد والرعاية الصحية والكوكب. نحن نؤمن أن المجتمعات التي توفر مسارات مشي آمنة، وصالات رياضية مجانية، ومناطق للتمارين للأطفال والكبار، وإمكانية الوصول إلى أطعمة صحية وبأسعار معقولة يمكن أن تساعد في تجنب السمنة وتبني أسلوب حياة صحي. نحن نعتقد أن مكافحة السمنة تتطلب جهدًا جماعيًا يجب أن تقوده الحكومات وقطاع الرعاية الصحية والمؤسسات التعليمية. هناك الكثير مما يجب فعله للتعامل مع السمنة، لكننا نعتقد أننا يمكننا تحقيق تقدم كبير من خلال العمل معًا.
- لقد أطلقت اليوم حملة ضد السمنة كجزء من العمل المناخي؛ هل يمكنك إخبارنا المزيد عنها؟
السمنة والتغير المناخي مرتبطان ارتباطًا وثيقًا، كما ذكرنا سابقًا. يجب أن نعامل السمنة كمرض يهدد حياة الأفراد ويشكل عبئًا كبيرًا على رفاهية المجتمعات والكوكب. ترويج الحكومات والقادة العالميين لإجراءات ملموسة مثل توفير صالات رياضية آمنة ومجانية ومناطق للتمارين البدنية للمجتمعات النامية سيضمن أن يكون لديهم خيارات صحية. بالإضافة إلى ذلك، توعية الجمهور في المجتمعات العامة والمجتمعات الصحية بمخاطر السمنة وكيفية التعامل بشكل أفضل مع أسبابها وأعراضها سيضمن أن يكون للأشخاص المعرضين للخطر فرص أفضل لعيش حياة صحية.