ماذا يحددث -علوم - خلال قمة مستقبل الرعاية الصحية 2024 التي عُقدت في دبي هذا الأسبوع، حظينا بفرصة لقاء الدكتور رمضان إبراهيم البلوشي مستشار المدير العام بهيئة الصحة بدبي. وقد شغل الدكتور البلوشي سابقًا منصب الرئيس التنفيذي للتنظيم في سلطة مدينة دبي الطبية – التنظيم (DHCR) من 2014 إلى 2021، حيث لعب دورًا حيويًا في إدارة اللوائح الصحية في المنطقة الحرة بدبي. تناولت محادثتنا أبرز التحديات الصحية العامة التي تواجهها دبي، بدءًا من إدارة مجتمع متعدد الجنسيات وصولًا إلى مواجهة الأزمات الصحية الناشئة. كما شارك الدكتور البلوشي رؤى حول خطة الإمارة الاستراتيجية للتأهب للأزمات الصحية المستقبلية، مسلطًا الضوء على نهج دبي الاستباقي في تطوير أطر قوية لإدارة الأزمات والمرونة في مجال الرعاية الصحية.
ما هي أبرز التحديات الصحية العامة في دبي؟ وما هي المبادرات الرئيسية الحالية التي تهدف إلى حماية صحة ورفاهية السكان؟
تُعد التحديات الصحية العامة في دبي مشابهة لتلك التي تواجه المجتمعات حول العالم. ومع ذلك، هناك اهتمام خاص بالصحة العامة هنا كمفهوم متكامل، يهدف إلى إشراك جميع فئات المجتمع بما في ذلك الخدمات الصحية. ومن التحديات الرئيسية التي تواجهنا هي كيفية تثقيف وتوعية المجتمع بخصوص الأزمات الصحية، خاصةً وأننا نتحدث عن أكثر من 200 جنسية مقيمة في دبي. لذلك، نعمل على تقديم التثقيف والأمان الصحي بلغات متعددة، مع مراعاة التنوع الثقافي والاجتماعي والسياسي. وتتبع السياسات المعتمدة في الإمارات عموماً، ودبي خاصةً، هذا النهج المتنوع وتتكيف باستمرار مع المتغيرات لضمان حماية صحة ورفاهية المجتمع.
هل هناك خطة استعداد لأزمات صحية مستقبلية ممكنة في دبي، في ظل التوجهات العالمية التي توصي بالتصدي للأوبئة والاستعداد لها؟
نعم، إمارة دبي تراقب الوضع الصحي عن كثب وتعمل بتنسيق مع الجهات الصحية الدولية مثل منظمة الصحة العالمية. لدينا خطط داخلية تشمل مبادرات متعددة كالتدريب للقطاع الصحي على كيفية التعامل مع حالات الطوارئ المتعلقة بالأمراض المعدية، إضافةً إلى برامج التوعية والتثقيف للتصدي للأزمات الصحية. على سبيل المثال، تم تدريب 1000 فرد من الكوادر الصحية، كما تم إطلاق دبلومات متخصصة في "الصحة العامة" و"الكوارث والأزمات" بالتعاون مع جامعات معترف بها.
كيف يتم وضع السياسات الصحية العامة لإمارة دبي؟
توضع السياسات الصحية العامة بعناية بناءً على البحوث العلمية والدراسات واستطلاعات الرأي. تسعى إمارة دبي إلى اتخاذ خطوات مدروسة في مواجهة التحديات الصحية بالتعاون مع الجهات الحكومية المحلية، إضافةً إلى التعاون مع جهات محلية ودولية. فالهدف هو الاستثمار في الوقاية من الأمراض لبناء مجتمع صحي وآمن، والتقليل من مخاطر انتشار الأوبئة على المدى الطويل.
كيف يمكن لفعاليات مثل قمة مستقبل الرعاية الصحية أن تساعد على التصدي للأوبئة؟
نؤمن بأن التثقيف والتوعية هما الخطوة الأولى قبل تطبيق الخطط العملية. نحن نتعامل مع مجتمع كبير يتطلع لفهم أعمق لمفاهيم "الصحة العامة" و"الأزمات الصحية". لهذا، نركز على وضع مناهج تثقيفية وتدريبية تتناسب مع مختلف الفئات. على سبيل المثال، تتطلب فئة المدارس استراتيجية توعوية تختلف عن الكبار، كما يختلف القطاع الخاص عن العام. ولدينا برامج تستهدف جميع الفئات لضمان وصول المعلومات الهامة إلى الجميع.
كيف تقيمون أهمية التطعيم للتصدي للمشاكل الصحية أو الأوبئة التي تواجه المجتمع؟
التطعيم هو وسيلة رئيسية للوقاية من الأمراض وتجنب انتشارها في المستقبل. ومن هنا تأتي أهميته كأداة أساسية للتصدي للأوبئة وضمان صحة المجتمع.
ما هي الخطوات القادمة لإمارة دبي في المجال الصحي خلال الخمس سنوات القادمة؟
نحن مستعدون للتعامل مع أي تحدي صحي محتمل، سواء كان طبي، عمراني، أو مادي. بقيادة حكيمة، أثبتت دبي استعدادها للتصدي لأي أزمة. ونتبنى استراتيجية تقوم على الذكاء الاصطناعي والبحث عن أفضل الممارسات في المجال الطبي.