ماذا عن أسبوع أسبوع المناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ؟


انطلقت اليوم النسخة الثانية من أسبوع المناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالمملكة العربية السعودية التي تتواصل إلى يوم 12 أكتوبر. وكان اليوم حافلا بمجموعة من الفعاليات والمناقشات التي تهدف إلى إلقاء الضوء على التحديات والحلول في المنطقة التي تُعتبر واحدة من أكثر المناطق تعرضًا للتأثيرات الناتجة عن تغير المناخ. وهي فرصة للاستعداد لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28) الذي سيُعقد في نهاية هذا العام في دبي حيث سيتطرق المشاركون في الرياض إلى التحديات والفرص المتاحة للعمل المناخي والدعم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مما سيُسهم في إثراء عملية التقييم العالمي وتعجيل تنفيذ اتفاق باريس.

وفي هذا الإطار، عبر صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سلمان، وزير الطاقة في المملكة العربية السعودية عن سعادة المملكة باستقبال النسخة الثانية من أسبوع المناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهذا يُظهر التزام المملكة الثابت بالبحث عن جميع الحلول للتحديات المناخية التي نواجهها حاليًا. ,اكد  أن هذا اللقاء فرصة لتسليط الضوء على التقدم في العمل المناخي والنهج الشامل، بما في ذلك نهج الاقتصاد الدائري للكربون الذي يعزز استخدام جميع التقنيات المتاحة وأشكال الطاقة وفرص التخفيف التي تُسهم في تحقيق الأهداف المناخية.

للتذكير، يعتبر أن التقييم العالمي الذي سينتهي في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، يُعتبر فرصة لتقييم تقدم العالم في مجال العمل المناخي ووضع خارطة طريق تتضمن زيادة في التطلعات والعمل على تقليل ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية.

و تُعد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نقطة ساخنة لتغير المناخ، حيث تتنبأ النماذج المناخية بدرجات حرارة أعلى بنسبة 20% من المعدلات العالمية. وهي بالفعل المنطقة الأكثر ندرة في المياه في العالم - ومن المتوقع أن تؤدي درجات الحرارة المتزايدة إلى المزيد من الجفاف الحاد والمستمر. إلى جانب ذلك، يحصل أكثر من 60% فقط من سكان المنطقة على كميات ضئيلة من المياه الصالحة للشرب، و70% من ناتج الإنتاج المحلي الإجمالي معرض للإجهاد المائي. وبما أن 70% من الإنتاج الزراعي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يعتمد على الأمطار، فإن المنطقة معرضة بشدة للتغيرات في درجات الحرارة وهطول الأمطار نتيجة تغير المناخ. في الوقت نفسه، تمتلك دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إمكانيات لتكون رائدة في مجال الطاقة المتجددة والتكنولوجيا المبتكرة، وجذب الاستثمار وتيسير نقل التكنولوجيا، مما يضعها كقادة في التحول العالمي نحو التنمية الخضراء.

وقد ذكر سايمون ستيل، الأمين التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ: "تقف منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عند مفترق الطرق، حيث لا تواجه الآثار المدمرة لتغير المناخ فحسب، بل تواجه أيضًا التحدي المتمثل في تحويل اقتصاداتها لضمان الرخاء في عالم يتماشى مع ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية. يوفر أسبوع المناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا منصة لتسليط الضوء على الحلول والابتكارات الإقليمية، مما يمهد الطريق لتعزيز التعاون عبر الحدود والقطاعات والتخصصات."

وقالت إنغر أندرسن، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP): "إن تغير المناخ لا يشكل تهديداً منتظر – ان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعرف ذلك من خلال تجربتها المباشرة مع موجات الحر الشديدة ونقص المياه. في أسبوع المناخ هذا، أدعو المشاركين إلى اغتنام الفرصة لصياغة مستقبل مرن لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والمناطق الأخرى. دعونا نسخر الابتكار ونلهم العمل التحويلي لأن كل جزء من الدرجة العلمية مهم."

وقال عبد الله الدردري، الأمين العام المساعد للأمم المتحدة والمدير الإقليمي للدول العربية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي: "إن تغير المناخ والتدهور البيئي وندرة الموارد تقوض بالفعل التقدم الانمائي في منطقة الدول العربية - مما يؤدي إلى تفاقم عدم المساواة، وتآكل التماسك الاجتماعي، والتعجيل ظهور تحديات وتهديدات جديدة للصحة العامة والسلام والأمن. إن زيادة الاستثمار في الطاقة النظيفة والقدرة على الصمود في وجه تغير المناخ ستحقق فوائد مختلفة، ليس فقط للتخفيف من تغير المناخ والتكيف معه، ولكن أيضًا لخلق فرص العمل والاندماج الاجتماعي."

وتجدر الإشارة إلى أن أسبوع المناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هو الثاني من بين أربعة أسابيع إقليمية للمناخ ستُعقد في عام 2023. توفر الأحداث منصة للحكومات والشركات والمجتمع المدني لعرض المشاريع والسياسات والممارسات التي تُحدث تغييرًا إيجابيًا وتُلهم الآخرين تحذو حذوها.

تعليق جديد

فريق التحرير


Pollution et solutions durables

مقالات أخرى للكاتب

فريق التحرير


MY Science هي منصة رائدة لا تقتصر على تحفيز الاهتمام بالعلوم في الشرق الأوسط وأفريقيا فحسب، بل تعزز أيضاً دور المواطنين في تطوير وتطبيق المعرفة العلمية.


Pollution et solutions durables